نظرية الأكوان المتوازية " 2 " من منظور القرآن والسنة

نظرية الأكوان المتوازية من منظور القرآن والسنة

في الفيزياء النظرية الحديثة ثمة أطروحة في "نظرية الأوتار String Theory" تقول بوجود عدد لا نهائي من الأكوان المتوازية Parallel Universes (1), وهذه نظرية يمكن أن نجد لها إشارات وتلميحات في القرآن, منها هذه الآية التي تشير إلى تعدد السماوات والأراضين وتحددها بسبعة:
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً }الطلاق12
آية الطلاق هي الآية الوحيدة التي تذكر وجود عدد سبع أراض بينما تكرر وجود سبع سماوات في آيات أخرى:
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }البقرة29
{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }الإسراء44
عبارة "ومن فيهن" أي في السماوات والأرض تشير بشكل لا بس فيه إلى وجود حياة في الأكوان الأخرى.
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ }المؤمنون17
{قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ }المؤمنون86
{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }فصلت12
{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ }الملك3
{أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً }نوح15
{وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً }النبأ12
ومن الملفت أن عبارة "سبع سماوات" تكررت سبع مرات في القرآن, وأتت الإشارة إلى السماوات بلفظ "طرائق" و "سبعاً شدادا".
كما يمكن ان نجد صدى لنظرية الأكوان المتوازية في الآية التالي:
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }الزمر67
تساعدنا القراءات في الفيزياء النظرية الحديثة في تقريب المعنى, فالأبعاد وفقاً لنظرية الأوتار تلتف حول نفسها بحيث لا نراها في عالمنا, حينها يمكن تخيل الأكوان المتوازية وهي في قبضة الله أو مطويات بيمينه يعزف عليها سيمفونية الوجود ! المقاربة العلمية لنظرية الأوتار مستوحاة من العمل الموسيقي, وتقول بأن هذه الأوتار التي يتكون منها الكون ليس لها عرض لكن لها أطوال لا متناهية وفحوى النظرية أن تذبذب هذه الأوتار يؤدي إلى نشوء القوى الأربع الناظمة للكون, وكأن الكون عبارة عن سيمفونية وألحان تنتج عن الضرب على أوتاره!
ونظرية الأوتار في الفيزياء النظرية الحديثة تشير إلى سبعة أبعاد أخرى مضافة إلى الأبعاد الأربعة السابقة (الطول والعرض والارتفاع والزمن أو الزمكان) ليكون مجموع الأبعاد أحد عشر بعداً. وما يهمنا هنا هو السبعة الأبعاد المضافة إلى السابقة فهي الأبعاد الأساس في حين أن الأربعة الأبعاد الأخرى قد تكون موجودة في كل بعد من الأبعاد السبعة.
وفقاً للآيات القرآنية, فقد خلق الله آدم وحواء وإبليس في الجنة, وبسبب المعصية سقطوا منها:
{قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ }الأعراف24
في تفسير الجلالين (2) الخطاب موجه لآدم وحواء دون إبليس, وهو معنى ربما لا يتسق مع ما هو معلوم من أنه خطاب موجه للثلاثة (آدم وحواء وإبليس). وهو ما يمكن أن يعني أن إبليس هبط في كون آخر موازٍ لكوننا وهو ما يمكن أن يفسر بدوره لماذا يرانا ولا نراه!:
{يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأعراف27
ربما يكون إبليس قد هبط إلى بعد آخر, وهو من ذلك البعد يمتلك القدرات على التأثير علينا لكنه لا يستطيع اختراقه والنفاذ عبر أقطار الأبعاد التي تفصلنا عنه. أو أنه يستطيع النفاذ لكنه لا يستطيع المكوث في بعدنا إلا من خلال وسيلة وحيدة وهي التلبس (3). أي أنه يستخدم جسد الإنسان وسيلة للبقاء في هذا البعد. ويجوز هنا أن نسأل: لماذا يحرص إبليس على النفاذ إلى بعدنا والبقاء فيه ؟!
ربما للأمر علاقة بتحدي الله للجن والإنس القدرة على النفاذ من أقطار السماوات والأرض أي من الأبعاد والأكوان المتوازية :
{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ }الرحمن33
ففي النفاذ من أقطار كوننا تحقيق للخلود لأن الخلود مرهون بانعدام الزمن أو أن الخروج من قوانين هذا الكون تحقيق الخلود.
وربما له علاقة باقتسام البشر بين الله والشيطان عبر احتلال جسده من قبل إبليس !
{لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً }النساء118
الخطاب في آية الرحمن 33 موجه للجن والإنس, وباكتشاف الإنسان للأبعاد والأكوان المتوازية الأخرى لم يبقى له إلا أن يجد وسيلة للنفاذ منها, هذه الوسيلة عبر عنها القرآن بقوله "سلطان" وقد فسره البعض بأنه سلطان الحجة والقوة والبعض فسره بسلطان العلم.
ما سبق كان الإشارات القرآنية لنظرية الأوتار الفائقة والأكوان المتوازية. فماذا تقول السنة في هذه المسألة؟!
هناك حديث إسناده صحيح وقد احتار فيه كثير من علماء الحديث ولم يقبلوه بالرغم من إسناده الصحيح !
عن عبدالله بن عباس, في تفسيره آية الطلاق 12 " سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ", قال: "الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن. قال: سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم، وآدم كآدم، ونوح كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى. (4)
لا يمكن استيعاب المعنى الوارد في الحديث إلا من خلال نظرية الأكوان المتوازية التي تقول أن لنا مصائر في الأكوان الأخرى لا نهائية! "في الواقع هناك كون موازٍ ربح فيه "نابوليون" معركة "واترلو", وفي كون آخر واصلت الإمبراطورية البريطانية تقدمها نحو مستعمراتها الأمريكية, وفي أحد الأكوان الأخرى, فإنك لم تولد على الإطلاق! وفي كون ما زال "ألفيس بريسلي" على قيد الحياة! .. كانت هذه الفكرة مثيرة للمتاعب بحيث تجاهلها العلماء لعقود.." وهي فكرة تاريخها العلمي يرجع إلى حدود مائة عام ماضية, بينما تعود إلى أصل ديني "خرافي". فلطالما "ادعى الرهبان بوجود أكوان خفية في مكان ما وقالوا بأنها مليئة بالأرواح والأشباح, وآخر ما كان يرغب به العلم هو أن يكون مرتبطاً بهذه الخرافة لكن منذ عشرينيات القرن الماضي يحاول العلماء أن يتفهموا هذا الاكتشاف الغير مريح, عندما حاولوا أن يحددوا بدقة الموضع الفعلي لجسيم ذري كالإلكترون فوجدوا أن ذلك مستحيل كلياً, فلم يكن لديهم موضع محدد ثابت. وعندما يدرس المرء حقائق الذرات فإنه يجد أن الحقيقة هي أكثر غرابة مما تصوره أي شخص ضمن إطار الخيال العلمي, فلتلك الجسيمات القدرة في بعض الحالات على التواجد في أكثر من موضع وفي نفس الوقت. التفسير الوحيد الذي سيستنبطه أي شخص هو أن الجسيمات لا تتواجد في كوننا فحسب بل أنها تنتقل خلسة لموضع آخر في أكوان أخرى وهناك عدد لا نهائي من هذه الأكوان." (5).
وكون القرآن قد حددها بسبعة أكوان فهذا لا يعني بالضرورة أن تكون سبعة أكوان فقط. فالرقم سبعة رقم هام في المعارف الكونية في الشرق الأدنى القديم وهو يرتبط بكوكب الزهرة وباللون الأخضر, وقد يكون هذا الرقم معيار للكثرة في القرآن ولا يعني التحديد الدقيق.
______________________..
(1) في الأصل هناك خمس نظريات أوتار فائقة نتجت في سياق محاولات توحيد نظرية الوتر الفائق Super String Theory بنظرية الانفجار الكبير Big Bang في نظرية واحدة. كانت نظرية الأوتار تقول بوجود عشرة أبعاد وهناك نظرية تسمى نظرية الجاذبية الفائقة Super Gravity تتفق مع نظرية الأوتار إلا في مسألة واحدة وهي أنها تقول بأن الكون يحتوي على أحد عشر بعداً والخلاف كان بينهما حول البعد الحادي عشر. وفي محاولة لحل التعارض اقترح بعض العلماء الاعتراف بالبعد الحادي عشر بعد معادلات رياضية وحدت بين نظريات الأوتار الخمس ونظرية الجاذبية الفائقة في نظرية واحدة تسمى الوتر المتذبذب Graviting String . وهذا الوتر في النهاية تحول إلى غشاء لذلك سميت بنظرية الغشاء (M. Theory) والتي تقول بأن كوننا عبارة عن غشاء لا متناهي الطول وبدون عرض. اكتشاف الأكوان المتوازية له علاقة بضعف الجاذبية مقارنة بالقوى الأخرى (الكهرومغناطيسية والقوى النووية الصغرى والكبرى). تساءل العلماء لماذا هي ضعيفة فافترضوا بأنها تتوزع على كل أرجاء الكون. وجاءت العالمة (ليزا راندال Lisa Randall) وأثبتت أن الجاذبية تتسرب في الكون من الأجرام الأخرى وبرهنت على ذلك رياضياً. بحسب نظرية الغشاء, التي برهنت عليها هذه العالمة, فإن كوننا يوجد في طرف هذا الغشاء وفي الطرف الآخر ثمة احتمال بوجود كون آخر موازٍ, أو أكوان أخرى, تتسرب منه الجاذبية إلى كوننا ولذلك تصل ضعيفة. فكرة الأكوان المتوازية فكرة دينية صوفية في الأصل, لكن المعادلات الرياضية أجبرت علماء الفيزياء على تبنيها وهم يقولون الآن بوجود عدد لا نهائي من الأكوان المتوازية.
..
(2) "(قال اهبطوا) أي آدم وحواء بما اشتملتما عليه من ذريتكما (بعضكم) بعض الذرية (لبعض عدو) من ظلم بعضهم بعضا (ولكم في الأرض مستقر) أي مكان استقرار (ومتاع) تمتع (إلى حين) تنقضي فيه آجالكم".
..
(3) يمكن التشكيك بوجود الجن فضلاً عن الاعتراف بتلبسها للإنسان والشك حق مكفول للجميع, لكن لا يمكن الجزم بوجود الشياطين إلا لمن اختبر وجودها وهذا ما يمكنني الجزم به. وهنا لا نتحدث عن الشياطين بالمعنى أو بالصورة المتداولة في الثقافة الشعبية أو الدينية. فقد تكون عبارة عن أطياف أو أرواح, إلخ. وأنا أذهب إلى الاعتقاد بأنها أرواح الموتى الأشرار من بني الإنسان. بالإضافة إلى احتمال وجود أرواح أخرى مخلوقة تحمل اسم الشياطين!
(4) ما جاء عن الحديث في موقع (أهل الحديث)
قال الحاكم: أخبرنا أحمد بن يعقوب الثقفي حدثنا عبيد بن غنام النخعي أنبأ علي بن حكيم حدثنا شريك عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن بن عباس رضي الله عنهما أنه قال الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن قال سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدم ونوح كنوح وإبراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى." هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ووافقه الذهبي في التلخيص فقال صحيح وقال الحافظ الذهبي في " العلو " 1 / 61 : شريك و عطاء فيهما لين لا يبلغ بهما رد حديثهما هذه بلية تحير السامع كتبتها استطرادا للتعجب و هو من قبيل اسمع و اسكت. !
قال الحافظ فى " الفتح " 6 / 293 : قال البيهقى : إسناده صحيح إلا أنه شاذ بمرة
ما جاء عن الحديث في موقع (إسلام ويب)
"هذا أثر منكر، رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (10 / 3361 / 18918) والحاكم في مستدركه، وصححه (2 / 535 / 3822) وعنه البيهقي في الأسماء والصفات (2 /370) من طريق شريك، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن. قال: سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم، وآدم كآدم، ونوح كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى.
ثم رواه البيهقي من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي الضحى، به، بلفظ: في كل أرض نحو إبراهيم عليه السلام. وقال: إسناد هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما صحيح، وهو شاذ بمرة، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعا اهـ.
ونقل ابن كثير كلام البيهقي، وأقره (تفسير ابن كثير 4 / 386) وقال في موضع آخر: هو محمول إن صح نقله عنه على أنه أخذه ابن عباس رضي الله عنه عن الإسرائيليات(البداية والنهاية 1 / 22).
وقال الخلال: أخبرني أحمد بن أصرَم الُمزني أن أبا عبد الله ـ يعني الإمام أحمد ـ سُئل عن هذا الحديث، فقال: هذا رواه شعبة، عن عمرو بن مُرّة، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، لا يذكر هذا، إنما يقول: "يتنزّل العلمُ والأمرُ بَيْنهنّ". وعطاء بن السائب اختلط، وأنكر أبو عبد الله الحديث. وعن قتادة قال: في كل سماءٍ وكل أرضٍ خلقٌ من خلقه، وأمر من أمره، وقضاءٌ من قضائه. (المنتخب من العلل للخلال 58، منهج الإمام أحمد في إعلال الأحاديث 1 /412).
وقال الذهبي: لا نعتقد ذلك أصلا... شريك وعطاء فيهما لين لا يبلغ بهما رد حديثهما، وهذه بلية تحير السامع كتبتها استطرادا للتعجب، وهو من قبيل اسمع واسكت (العلو للعلي الغفار 161).
وقال أبو حيان الأندلسي: هذا حديث لا شك في وضعه (تفسير البحر المحيط 8 / 283).
وذكره السيوطي في مبحث الشاذ ـ وهو نوع من الضعيف ـ من طريق الحاكم، ونقل تصحيحه، ثم قال: لم أزل أتعجب من تصحيح الحاكم له حتى رأيت البيهقي قال: إسناده صحيح ولكنه شاذ بمرة (تدريب الراوي 1 / 233، وانظر توجيه النظر إلى أصول الأثر لطاهر الجزائري ص 512).
وقال المعلمي اليماني: ليس سنده صحيحا، لأنه من طريق شريك عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس، وشريك يخطئ كثيراً ويدلس، وعطاء بن السائب اختلط قبل موته بمدة، وسماع شريك منه بعد الاختلاط (الأنوار الكاشفة ص 127). وقد علمت مما ذكر درجة حديث شريك عن عطاء. وفيما يخص موضع الشذوذ في هذا الحديث.. فإن من الشذوذ أن يخالف الحديث أمرا معلوما من الدين ضرورة، وقد يكون ذلك هو المقصود من شذوذ هذا الحديث. ولم نفهم المقصود من قولك: هل يكون طريق واحد متابع لآخر.. إذ الحديث المتابع هو من تابع راويه راويا آخر فيروى الحديث من نفس الصحابي."

***********************


***********************

تعليقات