لماذا أمريكا تكره ليبيا

لماذا أمريكا تكره ليبيا
لا يخفي على أحد حالة العداء الشديد التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية  في علاقاتها مع ليبيا و التي أشددت أبام الرئيس السابق معمر القذافي و أستمرت حتى اليوم و لم يكن صادم أن تطالعنا بعض الصحف عن نية أمريكا المبيتة لتفتيت ليبيا و تقسيمها و نتسائل لماذا كل هذا الكره الأمريكي لليبيا هل السبب هو الطمع في ثرواتها أم محاربة الأرهاب كما يدعون أم ماذا ؟ أقول لكم الأجابة
أمريكا مهما كبرت فهي لازالت تفكر بعقلية الرجل الكاوبوي  الرجل القوي الذي لا يترك ثأره و لا يقبل الهزيمة يسعى للأنتقام و نيل كل شئ و الفوز به و أمريكا مع ليبيا لديها ثأر كبير فقد هزمت أمريكا و لأول مرة على يد ليبيا في حرب أمريكا التوسعية الأولى التي كانت تحاول بها أن تثبت أنها دولة كبرى و هي حرب طرايلس (1801-1805) .


 سبب الحرب كان مخالفة البحرية الامريكية اوامر والي طرابلس (القرمانلي) وعدم دفع الجزية كما كان وقتها، وقيام السفن الامريكية بالدخول الي منطقة البحر الأبيض المتوسط. بدون اخذ الاوذنات اللازمة من البحرية العثمانية. كانت الاساطيل العثمانية والأساطيل البربرية التابعة لدول الساحل البربري تقوم بحماية السفن التجارية التي تعمل في البحر المتوسط مقابل رسوم تدفع لها من قبل الدول الأوروبية .
 في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي بدأت السفن الأمريكية بعد أن استقلت أمريكا عن إنجلترا سنة 1776 ترفع أعلامها لأول مرة سنة 1783م، وتجوب البحار والمحيطات. وقد تعرض البحارة الاتراك لسفن الولايات المتحدة ، فاستولوا على إحدى سفنها في مياه قادش ، وذلك في يوليو 1785م، ثم ما لبثوا أن استولوا على إحدى عشرة سفينة أخرى تخص الولايات المتحدة الأمريكية وساقوها إلى السواحل الجزائرية التي كانت ولاية عثمانية اسمية انذاك.

 ولما كانت الولايات المتحدة عاجزة عن استرداد سفنها بالقوة العسكرية، وكانت تحتاج إلى سنوات طويلة لبناء أسطول بحري يستطيع أن يواجه الأسطول العثماني والبربري اضطرت إلى الصلح وتوقيع معاهدة مع تركيا في 5 سبتمبر 1795 م، وقد تضمنت هذه المعاهدة 222 مادة مكتوبة باللغة التركية، وهذه الوثيقة هي المعاهدة الوحيدة التي كتبت بلغة غير الإنجليزية ووقعت عليها الولايات المتحدة الأمريكية خلال تاريخها الذي يتجاوز قرنين من الزمان، وفي الوقت نفسه هي المعاهدة الوحيدة التي تعهدت فيها الولايات المتحدة بدفع ضريبة سنوية لدولة أجنبية، وبمقتضاها استردت الولايات المتحدة أسراها، وضمنت عدم تعرض القراصنة لسفنها.
 وقع جورج واشنطون أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية معاهدة صلح مع بكلر حسن التركي باشا الجزائر في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، بمقتضاها تدفع إلى تركيا على الفور 642 ألف دولار ذهبي، و1200 ليرة عثمانية، وذلك مقابل أن تطلق الجزائر سراح الأسرى الأمريكيين الموجودين لديها، وألا تتعرض لأي سفينة أمريكية تبحر في البحر المتوسط أو في المحيط الأطلسي. على الرغم من امتناع الإمبراطورية العثمانية عن مهاجمة سفن الولايات المتحدة طيلة عام كامل و بهذا أقرت الولايات المتحدة بهزيمتها العالمية الأولى على يد ليبيا.

 كان باشا طرابلس القوي، قد شعر بان الأمريكيين يماطلون في دفع الجزية المفروضة على مرور السفن الأمريكية التجارية بالبحر المتوسط، فعمد إلى اهانتهم في رمز شرفهم الوطني، عندما أمر في 14 مايو 1801 جنوده بأن يحطموا سارية العلم الأمريكي القائمة أمام القنصلية الأمريكية في طرابلس، إشارة إلى إعلان الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية. انطلقت بعدها السفن الليبية تجوب البحر بحثا عن السفن الأمريكية للاستيلاء على غنائمها وإجبار حكومة واشنطن على دفع جزية سنوية مجزية.
 ارسلت الولايات المتحدة أسطولها الحربي إلى البحر المتوسط ، وكان يدخل في عداده فرقاطتان جهزت كل منهما بـ44 مدفعا، وهما (بريزيدينت) و(فيلادلفيا)، وواحدة صغيرة مجهزة بـ32 مدفعا هي (إيسكس)، وأخرى شراعية مجهزة بـ12 مدفعا هي (انتربرايز). كان رئيس الجمهورية "توماس جيفرسون"، الذي باشر للتو أعماله الرئاسية كثالث رئيس للولايات المتحدة، يأمل بإرسال أفضل قواته إلى البحر المتوسط ؛ كي تعزز هذه القوة من هيبة الولايات المتحدة في المنطقة. "سوف نلقن هذا العثماني الأبله، ـ ويقصد حاكم طرابلس ـ درسا لن ينساه في فنون القتال". قال الرئيس موجها كلامه لنائبه ووزير دفاعه في مكتبه الرئاسي. "وسنجعله نصرا مدويا ندشن به حقبة جديدة لأسطولنا وتواجدنا العسكري في أكثر مناطق العالم حيوية، وبهذا أيها السادة نكون قد خطونا الخطوة الأولى نحو بناء الامبراطورية الأمريكية


***********************


***********************

تعليقات